نحو بنية تأسيسية لنظرية نقد عربية: "أنشودة التوهج" لعمر نور الدين نموذجاً

Document Type : مقالات بحوث مبتکرة

Author

قسم اللغة العربية، کلية الآداب، جامعة المنيا

Abstract

تقدم هذه الرسالة طرحا فکريا جديد يعتمد إلى فض إشکالية الصراع الفکري الناتج عن غياب التنظير النقدي العربي في حقل الأبيات, وتعمل على رأب الفجوة المتسعة بين التنظير والتطبيق , وهي ترتکز على رؤية منهجية مرنة يقدمها الأستاذ "عمرو نور الدين" في طرح ترکيبي قائم على محاور بؤرية متشابکة من التداخلات الافقية والرأسية لمنظومة "أنشودة التوهج" , وهي قائمة على أربعة مبادئ أساسية تبرز التشاکلات المنتجة في العقل العربي , هي المبدأ الرباني, والمبدأ الکوني, والمبدأ الإنساني والمبدأ الشيطاني , وتتفرع عن هذه المبادئ مجموعة من التجليات تشير إلي العلاقة الرأسية والأفقية بين عناصرها , وترابطها بشکل فعال مع بعضها البعض. وقد عمدت هذه الدراسة إلي إبراز خصوصية المنظومة المقدمة وإيضاح قدرتها على التغلغل في باطن النص. وإظهار ممتلکاتها الأدائية , ومنطلقاتها التوليدية التي تمکن الناقد من استشراف مجموعة العناصر المائزة بين مبدع وآخر, وقدرة کل منهما على التعبير بطرق شکلية, وأفکار وصور وخيالات جديدة , ومدي القدرة علي الغوص في عوالم التشاکلات الفکرية المعبرة عن بکارة تجربته.
وقد ارتکزت الدراسة على ثلاثة محاور أساسية, انبثقت عنها مجموعة الابعاد قدمتها کأدوات تمکن الناقد من استخدام المنظومة المقدمة للدخول في عمق النص والقدرة على کشف قدرته التوليدية, وهي: محور المفردات اللغوية ويبرز خصوصية الاستخدام اللغوي في النص ومدى انتسابه إلى مبدأ دون الآخر حسب طبيعة الموضوع وبکارة التجربة وخصوصية الفکرة, علما بأن لکل محور حدودا تعبيرية تحدد مدى توارث المفردات لحقله التعبيري.
ومحور الموضوعات والأفکار ويحدد نوعية الموضوعات والأفکار المستخدمة في النص ومدى انتسابها إلى محور ما من المحاور الأربعة , وقد أشارت المنظومة من خلال مبادئها الاربع إلى امتلاک کل مبدأ لمجموعة موضوعات تغاير موضوعات المبدأ الآخر.
ثم يأتي محور مرجعية الصور والخيال الفني ليبرز نوعية الخيال والصور الفنية المستخدمة في النص , وقد قمت بتقسيم أنماط الخيال إلي أربعة أنواع هي : الخيال التجريدي / التجريدي , الخيال الحسي / التجريدي والتجريدي / االحسي , والخيال الحسي / الحسي, ولکل نمط من هذه الأنماط خصوصية في الاستخدام حسب طبيعة الموضوع ونوعية الصورة .
وقد قامت الدراسة بتقديم رؤية تطبيقية للمنظومة المقدمة على نصين من نصوص الموشحات الأندلسية, أحدهما لإبن عربي والآخر للششتري بناءا على توظيف المبادئ الأربعة وتدرجاتها من خلال المحاور الثلاث المشار إليها توا , وقد أثبت التطبيق قدرة المنظومة التي طرحها الأستاذ " عمرو نور الدين " علي استخلاص الخصائص المائزة في المفردات بين المبدعين , وقياس قدرة الطلاقة الإبداعية بينهم , وإمکانية إقامة الموارثات التأويلية بين کل منهما , والکشف عن خصوصية البيئة المنتجة للنص, والأديب المنتسب إليها وبيان الجوانب النفسية والإجتماعية والدينية المسيطرة في جو النص.
وبعد هذه المنظومة تأتي إسهاما فکريا عربيا لتدل على قدرة العقل العربي على الإنتاج والتميز دون الحاجة إلي الإغراق في إشکاليات المنتوج الغربي الذي لا يمثل خصوصياتنا ولا ذواتنا , بل يعتمد إلي صبغها بفکرة ومحوها بأدواته المزيفة التي لا تتناسب وطبيعة المنتوج العربي وإفرازات بيئته وقد کان الغرض الأساسي من ابتکارها رصد مستويات التأويل المحتملة للمعاني في سياق الترجمات الصوفية ولا تقتصر المنظومة علي الخصائص النصية ولکنها تحاول أن تحقق تمثيلا شکليا للمعرفة التي ميزت الأديان السامية وارتباطها بغيرها من المعارف الشرقية , إلا أن هذه الدراسة تتناول الجوانب النصية فحسب.

Main Subjects